امي الحبيبة
ما زلت اذكر تلك الايام والاوقات السعيدة التي مررت بها مع امي الحبيبة.
ايام وذكريات احبها تارة وتارة اكرهها , لانها تشعرني برغبة في اعادتها والمرور بها , نتيجة لذلك اشعر بشوق غريب وحزن كثير لانني لا استطيع اعادتها.
امي, تلك المراة التي حملتني وعانت بسببي تسعة اشهر , تلك التي ربتني واحاطتني بذراعيها الدافئتين, تلك التي شجعت العلم بداخلي وكتابة القصص.
لولاها لما قراتم قصص نشرتها لكم.
لست انا فقط من يبجلها, بل عائلتي كلهم-وانا لا بالغ- يبجلونها.
وانا مثل غيري اخبرها اسراري وتشاركني بالسراء والضراء, تمسح بيديها الناعمتين دموع ضعف وياس ترقرت في عيني, وكما يقال العين نافذة الروح. فقد كانت تنظر بعيني مباشرة وتلقي بكلماتها العذبة لتدخل مباشرة لروحي وتشجعني على الاستمرار.
اذكر معاتبتها لي السنة الماضية عندما احرزت علامة لا ترضيها في الرياضيات, صحيح انني غضبت ولكن في اعماقي ادرك ان كلامها الجارح فقط لمصلحتي, ورحت ابكي خجلا بين احضان وسادتي.
مع انه لا توجد وسادة انعم من حضن الام, الا انني كنت آثر ان ابكي في وسادتي لا في حضن امي الناعم.
إني مدينٌة بكل ما وصلت إليه
وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة
إلى أمي الملاك
اجل هذا صحيح 100% , كل جوائزي , احرازاتي, انجازاتي... اقدمها لامي.
ولا يعرف معنى الامومة فقط من رزق بولد, حينها يعرف المرء ان كل ما قدمه المرء لوالدته لا يساوي ليلة واحدة سهرت فيها لاجله.واختم خاطرتي بآية كريمة من كتاب الله
قال تعالى:
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ
ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي
تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )